فوتوغرافيا – احذر .. أمامك كاميرا !- الجزء الأول

فوتوغرافيا

احذر .. أمامك كاميرا !- الجزء الأول

في عصور ما قبل الكاميرا، كان العالم مختلفاً في العديد من تفاصيله ومعطياته، كما أن الحقيقة فيه كانت تعاني من عدة قضايا. ولو استنطقنا لسان الحقيقة لكَشَفَ لنا العديد من الأسرار المنطوقة والعجائب المدهشة والتي قد تتجاوز قدرة العقل على الاستيعاب والتصديق.

لنذهب في جولةٍ مُعلَّقةٍ على حبال الخَيَال لنرى من خلالها ما كان يحدث في عصور ما قبل الكاميرا ! ستُطبع على جدران مُخيّلتنا عشرات الصور المنسوجة من وحي التاريخ المقروء أو المسموع، والذي استطعنا لاحقاً تحويله من خلال الفنون البصرية لأعمالٍ فنيةٍ ممتعةٍ أبطلت مفعول التنوّع في مسارات التخيّل الذهنيّ لدينا عن الماضي.

وبعودتنا للسان الحقيقة وحديثه الشيّق، نشهدُ علاقةً فريدةً تكوَّنت بينه وبين الكاميرا منذ بدايات ظهورها، فقد وَجَدَ معها ما لم يجده في آلاف السنين السابقة، إنها الحقيقة التي تُجسِّدُ الواقع كما هو، إنها مرآة الحقيقة التي تمنح التاريخ نسخةً حقيقيةً عن الواقع. إنها الشاهد الذي يحترف تجاهل المبالغات الأدبية والمغالطات التاريخية والتحيّزات المقصودة وغير المقصودة !

لقد كان حضور الكاميرا في حياة البشر اليومية بمثابة جرسِ إنذارٍ جاد لكل كارهي الحقيقة وعشّاق الظلام، أما بالنسبة لأولئك الذين يعشقون ضوء الشمس وخيوط النور، فهي بمثابة طوق نجاةٍ أنيق، يعملُ كأداةٍ حضاريةٍ متعدّدة الأغراض، إلا أن من أنبل نتائجها، حينما تقعُ في أيد مصورين مؤمنين بقداسة الروابط الإنسانية بين البشر، يعملون على خدمة الإنسان أينما وُجِدَ على ظهر هذا الكوكب، يبذلون الغالي والنفيس لنقل الحقيقة وراء الجروح والخدوش المتزايدة التي استوطنت وجوه الأبرياء وقلوبهم.

مفردات الأوجاع الإنسانية لم تعد تتسع لها الصفحات، لكن الأنقياء أيضاً لا حدود لجهودهم المخلصة في اجتثاث أسباب الوجع أو تخفيفها.

فلاش

الكاميرا والحقيقة .. تقارب الإنسانية مع الواقع

جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي

www.hipa.ae

Exit mobile version