إستمتع بهوايتك دون وصي بقلم المحكم الدولي سعيد الشامسي

المحكم الدولي سعيد الشامسي

 

إستمتع بهوايتك دون وصي

في هذا الكتاب الصغير حاولتُ ان أُنشئ نظرية مكتملة في الفن البصري. لقد قدمت فرضية يمكن بالإحالة إليها أن تُختبر وجاهة ( و إن لم يكن صواب ) الأحكام الإستطيقية جميعا، وفي ضوئها يغدو تاريخ الفن من العصر الحجري إلى اليوم مفهوما، و بتبنيها نقدم دعما فكريا لقناعةٍ عالمية، تقريبا، و موغلة في القدم.
يطوي كل منا جوانحه على اعتقاد بأن هناك فرقاً حقيقيا بين الأعمال الفنية و جميع الأشياء الأخرى. هذا الاعتقاد تبرره فرضيتي. إننا جميعا نشعر بأن الفن هامٌ غاية الأهمية؛ و فرضيتي تقدم السبب في اعتباره كذلك. و الحق أن الميزة الكبرى لفرضيتي هذه أنها تبدو مسِّرةً لما نعرف أنه حق. و مَن يهمه اكتشاف السبب الذي يجعلنا نطلق على سجادة فارسية أو جدارية لبيرو دلا فرانشيسكا عملاً فنيا و نطلق على تمثالٍ نصفي لهادريان أو لوحةٍ شعبية تعالج مشكلةً عملاً ساقطا – من يهمه اكتشاف ذلك فسوف يجد هنا ضالته.
و سيجد أيضا أن الرواسم المألوفة في النقد، من مثل “وسم جيد”، “تصميمٌ رائع”، “آلي”، “غير محسوس”، “غير منظم”، “حساس”، سيجد هذه المصطلحات قد أخذت ما تفتقر إليه أحيانا: معنى محددا. و بإختصار فإن فرضيتي تعمل بنجاح؛ ذلك شئ غير معتاد.
و بدت للبعض لا ناجعةً فحسب بل صحيحة، تلك شبه أعجوبة.
ربما يؤسس المرءُ نظريةً في خمسين أو ستين ألف كلمة تأسيسا كافيا، و لكنه لا يمكن أن يدعي أنه تأسيس مكتمل. إن كتابي تبسيط. فقد حاولت أن أجترح تعميما عن طبيعة الفن يتكشف أنه صحيح و متسق و شامل في آن معا.

كتاب: الفن
تأليف كلايف بل
ترجمة دكتور عادل مصطفى
مراجعة و تقديم دكتور ميشيل ميتياس

Exit mobile version