مارس هوايتك دون وصي – الفن المعاصرالثقافة الاستهلاكية

مارس هوايتك دون وصي

بقلم المحكم الدولي سعيد الشامسي


الفن المعاصرالثقافة الاستهلاكية
إذا كان التعبير الاقتصادي للنيوليبرالية هو عدم المساواة الأشد قسوة، والتعبير السياسي لها هو رفع القيود التنظيمية والخصخصة، فإن التعبير الثقافي لها هو النزعة الاستهلاكية الجامحة بلا شك. وفي حين أن »النظام العالمي الجديد« دفع الفن إلى إعادة صياغة نفسه عبر عولمة عملياته، فقد خضع الفن في العالم المتقدم لضغط متزايد من شريكه وخصمه القديم: الثقافة الجماهيرية. منذ السنوات الأولى للقرن العشرين على أقل تقدير، مع اختراع السينما، والفونوغراف، والراديو، اجتمع الاثنان في رقصة غير متكافئة، وكانتالثقافة الجماهيرية هي القائد أحيانًا كثيرة. ينزع الفنانون المعاصرون إلى تناول قضية الثقافة الاستهلاكية بافتتان وقلق، وثمةسبب وجيه لكل ردة فعل منهما؛ فالافتتان سببه أن النزعة الاستهلاكية يبدو أنها تتحول إلى سمة ثقافية على نحو متزايد، فاهتمامها بالبيع أو بمجرد عرض الصور والأصوات والكلمات يضاهي اهتمامها بالأشياء المادية. أما القلق،فمرده إلى أن محركات هذا الإنتاج طائلة للغاية وتمول ببذخ، والناتج صاخب للغاية وواسع الانتشار. وإذا كانت السلعتصير ثقافية، فما المساحة المتبقية للفن إذن؟ انه قلق قديم، ُوجد في الحداثة وأيًضا ما بعد الحداثة،وإن كان في اشكال مختلفة.وقف فرنان لينجيه أمام المعروضات من الآلات »بمعرض باريس«عام١٩٢٤،مندهًشا من الحد الذي غطت فيه هذه المنتجات الخالية من العيوب على الجهود المتواضعة الخجولةللفنانين.إن الحجة القائلة بأن الفن لايعد ممكناً نظراً لأن عالم المنتجات مشبع بالجماليات هي الصورة المختلفة بعد الحداثية للقلق نفسه؛ حلم حداثي بدمج الفن والحياة يبدو أنه قد تحقق، وإن كان باستسلام الطرف الأضعف أكثر منه بالتوليفب ينهما.الفن المعاصر جوليان ستالابراس

ترجمة مروة عبدالفتاح شحادة

Exit mobile version