مارس هوايتك دون وصي – بقلم المحكم الدولي سعيد الشامسي

مارس هوايتك دون وصي

الفلسفة تزاوج بين الفن التاريخ
العلاقة بين الفن و التاريخ من الموضوعات التي طرحت على بساط البحث الفلسفي على مر العصور، و لعل اشهر من طرحها في العصور القديمة هو أرسطو، فالفلسفة عنده تحتل مرتبة سامية، يقترب من هذه المرتبة الشعر و يتلوه التاريخ، و قد عبر أرسطو عن ذلك بقوله: ” إن الشعر أقرب الى الفلسفة مرتبة من التاريخ”.
أما في الحقبة المعاصرة فقد صدرت دراسات تربط ما بين التاريخ و الفن بصفة عامة، و لا سيما الشعر، وقد شغلت العلاقة بين مفهوم التاريخ و الفن فلاسفة العصور الحديثة، خاصة فلاسفة عصر التنوير في القرن الثامن عشر، و في القرن التاسع عشر تناولت المدرسة الألمانية مفهوم التاريخ في علاقته بالفن من جهة، أو بالعلم من جهة أخرى.
ورغم الاختلاف حول هذه القضية فإن التاريخ قد يستفيد من العلم، من دون أن يمنعه هذا من ان يستفيد من الفن، و في هذا التقارب بين الفن و التاريخ تكمن العلاقة التبادلية بينهما، فمن الممكن أن نرى الفن برؤية تاريخية، وأن ننظر إلى التاريخ من وجهة نظر الفن، فكما أن المؤرخ يحتاج إلى حدس الفنان لتفسير الجزئيات المتناثرة، فإن الفنان يحتاج إلى دأب المؤرخ و مثابرته في السيطرة على مادته.
يشير د. سامح الطنطاوي في كتابه ” الفن و التاريخ بين كروتشة و كولنجوود ” إلى أن الإشكالية تكمن في محاولة تحليل العلاقة الملتبسة المركبة بين فكر كل من الفيلسوفين، مع البحث عن الكيفية التي يتفق فيها الفن و التاريخ، أو يختلفان، في توظيفهما للأفكار و المفاهيم المختلفة، مثل فكرة الحدس أو الخيال، و فكرة السرد أو الرواية، و فكرة التاريخ بوصفه سيرة ذاتية، و كيفية ربط كروتشه بين التاريخ و الحكاية، و التاريخ و الشعر، أو ما يدعى الجانب اللاعقلاني في التاريخ، و كذلك اليوتوبيا و التاريخ و فكرة الزمان بين الفن و التاريخ.
صحيفة الخليج
كتاب الفن و التاريخ بين كروتشه و كولتجوود
تأليف د. سامح الطنطاوي


Exit mobile version