فوتوغرافيا
صورة “التعاطف الحاني” تكسب الجوائز والقلوب
ليس لدى المصورين أدنى فكرة عن صورتهم الناجحة القادمة، والمحترفون منهم يدركون ذلك تماماً مهما بلغت درجة خبرتهم ومهارتهم ومعرفتهم. قد يبذلون الكثير من الوقت والجهد في تحويل فكرةٍ لامعةٍ مدروسةٍ لعملٍ فنيّ يمتلك مقوّمات النجاح حسب رؤيتهم، وعند تنفيذ العمل وعرضه، يجده الجمهور “عادياً” وحتى التغطيات الإعلامية والتفاعلات الاجتماعية تكون “عادية” خلافاً للتوقعات. بينما قد يجد أحدهم نفسه أسيراً لشغفه المشتعل سريعاً وفقاً لمعلومةٍ وَرَدَتهُ ليعلن حالة التأهّب القصوى لكل حواسه استعداداً لصورةٍ فريدة. هذا بالضبط ما حدث للمصور الألماني “توبياس بومغايترنر” في مدينة ميلبورن، فحسب موقع bbc، اتصل به متطوّع يُشرفُ على مستوطنةٍ لطيور البطريق في مرفأ “سان كيلدا” في ميلبورن، وأخبره أن هناك أنثى كبيرة في السن من طائر البطريق الأبيض قد فَقَدَت شريكها، وهي تلتقي بذكرٍ أصغر سناً فَقَدَ شريكته أيضاً، بشكلٍ منتظم، حيث يقفان لساعات وهما يراقبان الأضواء المتلألئة للمدينة المجاورة، ويبدو عليهما أنهما يتبادلان التعاطف والمواساة. ذهب “توبياس” سريعاً للموقع لكن الأمر لم يكن سهلاً، إذ لم يُسمح له باستخدام أية أضواء، وبسبب الحركة المستمرة لطيور البطريق الصغيرة الحجم، وفرك زعانفها بعضها ببعض، كان من الصعب حقاً التقاط صورة مناسبة. وبعد 3 ليالٍ قضاها في المستوطنة، ظَفِرَ بالمراد قائلاً: الحظ أسعفني في إحدى اللحظات الجميلة. الصورة نالت شهرةً وتفاعلاً واسعين على مختلف وسائل الإعلام والتواصل، كما فازت في مسابقة جوائز تصوير المحيطات في مجلة دراسة المحيطات Oceanographic magazine’s، بجانب فوز المصور الألماني بجائزة “اختيار المجتمع” التابعة للمجلة المذكورة Community Choice Award. وقد عبّر الجمهور عن مدى تفاعله العاطفيّ وتأثّره بالرسالة الحانية النوعية لقصة الصورة. فلاش الصورة العادية تسرقُ عينكَ لثانية، الناجحة قد تسرقُ ساعات ! جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي
