مارس هوايتك دون وصي
بقلم الأستاذ والمحكم الدولي: سعيد الشامسي
قراءة الصورة التشكيلية بين الحقيقة و الإيحاء
أن مفهوم الفن مفهوم متسع و متطور يقوم على عدة نواحٍ، منها المادي و المعنوي إضافة الى الجانب الوطني، فالفن بصفة عامة باختلاف فروعه، و مجالاته، يقوم بدور فعال – و له آثاره الايجابية – في تشكيل الحياة العصرية، و دعم مقومات العصر لتحقيق الغايات المنشودة، نظراً لكون العلوم الإنسانية تلعب دوراً أساسياً في بناء الدولة العصرية. فبعد أن أخذت الفنون الصبغة العلمية في لغة هذا العصر، أصبحت هي المفتاح الحيوي نحو آفاق جديدة و متطورة، فبدونها يضيق الأفق و تقل الخبرة ويسقم الوجدان، و دلالة على ارتباط الفن في أحداث التغيرات و التطورات في المجتمع تلك الأعمال الفنية الإبداعية الخالدة – و الموجودة في المتاحف و الأماكن العامة و البيوت – التي جاءت تعبيراً بليغاً عن الحاضر و تحقيقاً له. فالفن يقوم بدور كبير في تصحيح الأوضاع الغير متناسقة في الحياة، بخلق نوع من النظم التى يتجلى فيها العمل الخصب و الجديد الممتع، فالتجارب الفنية تساهم في إدراك الأشياء الطبيعية، و معالجتها و ابتكار أفكار متجددة، و تعمل على تنظيمها و ضبطها، بهدف التوصل إلى معرفة متقدمة و متطورة، حيث أن الفن يقوم بالكشف عن النفس البشرية، و بالتوغل في أعماقها للتعرف على أسرارها، متيحاً للإنسانية آفاقا جديدة راقية، و علمية، لذا كان الفن – و مازال – من أهم العوامل المؤثرة في تقديم العلم و العلوم و رقي الأمم.
قراءة الصورة التشكيلية بين الحقيقة و الإيحاء
د. طارق عابدين إبراهيم عبدالوهاب
مجلة العلوم الإنسانية و الاقتصادية
جامعة السودان للعلوم و التكنلوجيا
