فوتوغرافيا – إعادة هندسة مسرح الصورة ! (1-2)
نفوذ الصورة الفوتوغرافية قادر على إحياء بعض المناطق المنسية على جغرافيا المكان، لتصبح مزاراتٍ ثقافية ووجهاتٍ سياحية، للصورة القدرة على إعادة تشكيل قوة الجذب البصري لمدينةٍ أو مَعلمٍ ما ! هذه حقيقة مُتجسِّدة في العديد من الدلائل الدامغة، لكن هذه القوة لها جانب آخر مظلم .. حيث الصورة قادرة على إعادة هندسة مسرح الصورة، بحيث تفرض وعياً جديداً بواقع المكان كما يُراد للمشاهد أن يراه، وليس كما هو في حقيقته !
في تقرير لإندبندنت عربية أعدَّته منى عبدالفتاح، تم تناول نماذج للتلاعب الفوتوغرافي، بعضها قديم مثل صورة الرئيس الأميركي “أبراهام لينكولن” عام 1860، التي جرى تركيبها من وجه لينكولن وجسد السياسي الجنوبي “جون كالهون” لتمنحه هيئة مهيبة ولائقة أكثر ! كذلك فعل “جوزيف ستالين” حين أمر بحذف خصومه السياسيين من الصور الرسمية، في محوٍ متعمد لتفاصيل الحقيقة، ولا ننسى غلطة مجلة “ناشيونال جيوغرافيك” عام 1982 حينما قامت بتحريك الأهرامات في صورة المصور “غوردون غالين” لتتناسب مع غلاف المجلة، وهو ما أثار انتقادات واسعة اضطرت المجلة لاحقاً للاعتذار. خلال الحرب السورية، استخدمت جهات إعلامية صوراً مُعدَّلة لمدينتي حلب ودمشق تُظهر مشاهد “إعادة الإعمار” بأبنية حديثة وحدائق خضراء، على رغم أن الواقع حينها عكس ذلك.
في فلسطين تجري بكثافة عمليات إعادة تدوير الصور من أماكن وأزمنة مختلفة، وتقديمها على أنها آنية ! لقد استخدمت بعض وسائل الإعلام، صوراً لغزة تظهرها تعج بالبناء العصري والفنادق، لإظهار أنها ليست “محاصرة” !
فلاش
صورتك شهادة تاريخية .. كُن شاهداً على مصداقيتها وحارساً لها
جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي
www.hipa.ae