بعد الافتتاح الرسمي لـ”مهرجان بيروت للصورة” في نسخته الثانية أول أمس الخميس أول أيلول الجاري، برعاية وزير الثقافة القاضي محمد مرتضى، افتتح أمس الجمعة، في مبنى جريدة “السفير “، الحمرا، السادسة مساء، معرض “طهران، القدس، بيروت – رحلة آلفرد“، للمصور الإيراني الفرنسي آلفرد يعقوب زاده، بحضور مؤسس جريدة “السفير” الأستاذ طلال سلمان. رئيس اتحاد المصورين العرب أديب شعبان وحشد من المصورين والفنانين والمثقفين والإعلاميين.
وقال الأستاذ طلال سلمان كلمة ترحيبية في المناسبة، جاء فيها:
“لأن بيروت عاصمة الكلمة واللوحة والشعر، فقد اعتبرت “السفير” أن من واجبها المساهمة في رعاية هذه التجربة التي تحيي المصورين المبدعين، و الصحافة ليست منبراً للكلمة فقط، بل هي منبر فكري مفتوح يشمل الكتابة و الرسم والنحت والصورة. مع الأمل بأن يستطيع هذا المنبر أن يرعى المبدعين، فيقدم إبداعهم، مسقطاً الحدود فيما بينهم، عبر الإضاءة على نتاجهم الذي يؤكد أن القضية واحدة، وأنهم يلعبون دورهم في الربط بين أبناء الأمة”.
أما معرض آلفرد يعقوب زاده فيجسد صور رحلة بين آلام وآمال ثلاث دول، منذ ثمانينيات القرن الماضي، خلال الحرب العراقية الإيرانية قبل 42 عامًا، حيث التقط ألفريد صورًا في مدينة خرمشهر الساحلية في جنوب إيران على الحدود مع العراق. ولطالما كانت خرمشهر مدينة استراتيجية ورمزًا للمقاومة منذ الاحتلال البريطاني. في هذه المدينة سمع لأول مرة باسم “فلسطين” وبالجملة الشهيرة “من خرمشهر نحرر فلسطين”.
لم يكن يعلم أن الرحال ستحط به في لبنان، حيث كانت تدور رحى معارك ضارية في طرابلس، شمال لبنان، أواخر العام 1983 بين الفصائل الفلسطينية الموالية لسوريا ومنظمة التحرير الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات، وقد أدت إلى انسحاب منظمة التحرير الفلسطينية والعودة إلى تونس.
يقول ألفريد: “على متن القارب الذي يقل رجال منظمة التحرير إلى تونس، وبحكم تواجدي بالقرب من ياسر عرفات (أبو عمار) وخليل الوزير (أبو جهاد) رئيس الفرع العسكري والرجل الثاني، تعرفت بشكل معمق على أبعاد القضية الفلسطينية. ولم أكن أعلم أنني بعد بضع سنوات سأكون في قلب الصراع، في القدس، وخلال الانتفاضة الأولى في العام 1987، وكان عمري 28 عامًا. التقطت صورًا مهمة ساهمت في اندلاع الانتفاضة الثانية في العام 2000. كما قمت بتغطية الحروب والأحداث المأسوية في لبنان، البلد الذي يصعب عليَّ فهمه، وصولًا إلى “ثورة” 17 تشرين. احتلت هذه الصراعات الثلاثة نصف حياتي، كمصور. ولسوء الحظ، لمّا تزل هذه البلدان تعاني حتى اليوم قصصًا حزينة تنعكس في عيون المصورين”.
يستمر المعرض لغاية مساء الأحد ١٨ منه، يوميًّا من الساعة ٩:٠٠ صباحًا حتى ٩:٠٠ مساءً.
المهرجان الذي تحتضنه جمعية مهرجان الصورة “ذاكرة” ودار المصور واتحاد المصورين العرب، حمل هذا العام عنوان “الذاكرة”، وقد ورد للجنة المهرجان عدد كبير من الصور، أرسلها 571 مصورًا من 65 بلدًا تضم لبنان والعالم، وبلغ عدد الجنسيات المشاركة 66 جنسية، إلا أن ضرورات التحكيم واختيار الأعمال المشاركة قلصت العدد إلى 99 مشاركًا، من 28 بلدًا، و30 جنسية، تقدَّمها المصريون، العراقيون واللبنانيون، إذ بلغ عدد المصورين العرب المشاركين 66 مصورًا، من 10 دول عربية بينهم 11 مصورًا لبنانيًّا، بالإضافة إلى 33 مصورًا أجنبيًّا من 20 دولة أجنبية. وقد كانت أعداد هذا المهرجان مقاربة لما كان عليه المهرجان الأول الذي جرى عام 2019.
تقدم الصور المعروضة، أولًا، تجارب تنطلق من الذاكرة الذاتية للمصور، وتخوض في بحر الأحداث والمعاني والعبر التي تدور حوله، في بيته وبين أهله وأسرته، فالمصور الصحافي غالبًا ما يصور الآخرين، فماذا لو فكر في تصوير التفاصيل الحميمية التي يعيشها بجسده ومشاعره وأفكاره وأحلامه، وثانيًا تجارب أخرى تنطلق من الذاكرة الثقافية الجماعية، أي من فضاء أرحب، فيقدم المصور الفوتوغرافي الآخر، المختلف عنه ثقافة ودينًا وعرقًا ولونًا، فيكون أمام مساءلة النفس عن مدى قبوله له، وأسلوب تقديمه.
يستكمل المهرجان عروضه على الشكل التالي:
· معرضا الافتتاح يستمران في المكتبة الوطنية، بيروت، الصنايع، لغاية مساء الثلاثاء ١٣ أيلول الجاري، يوميًّا من الساعة ١٠:٠٠ صباحًا حتى ٧:٠٠ مساءً.
· معرض “فلسطين.. حياة بعيون المصور خليل رعد: معرض تكريمي”، بالتعاون مع معهد الدراسات الفلسطينية. يتضمن صوراً تاريخية من أرشيف المصور خليل رعد، توثق الحياة اليومية ومشاهد طبيعية، وصورًا من المدن والقرى الفلسطينية ما قبل النكبة.
من الساعة ٤:٠٠ حتى ٦:٠٠ مساء الخميس ٨ أيلول، في قاعة المعارض بالمعهد، شارع فردان. يستمر لغاية ٣٠ منه، من الساعة ٨:٠٠ صباحًا حتى ٤:٠٠ مساءً، من الإثنين الى الجمعة أسبوعيًّا.
· المعرض العام للمهرجان، ويتضمن مشاريع تصوير متنوعة لـ٣٨ مصوراً من أنحاء العالم. يجمعها محور “الذاكرة”، وتختلف بين التحقيقات الإخبارية والقصص الشخصية الحميمية وفولكلور وثقافات لشعوب متنوعة.
الساعة السادسة مساء الجمعة ١٦ أيلول ٢٠٢٢، في المكتبة الوطنية اللبنانية، بيروت، الصنايع. يستمر لغاية الجمعة ٣٠ منه، يوميًا من الساعة ١٠:٠٠ صباحًا حتى ٧:٠٠ مساءً.
· معرض “شاهد على الزمن الجميل” لعدنان ناجي الذي فتح لنا أرشيفه لعرض صور النجوم اللبنانيين والعرب، من ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، فيروز وأم كلثوم وصباح وشوشو، وغيرهم من الأسماء التي ملأت ولمّا تزل الوسط الفني بالجمال والإبداع.
الساعة السادسة مساء الخميس ٢٢ أيلول، في مبنى جريدة “السفير”. الحمرا. يستمر لغاية الجمعة ٣٠ منه، يوميًا من الساعة ١٠:٠٠ صباحًا حتى ٧:٠٠ مساءً.