مارس هوايتك دون وصي
بقلم الأستاذ والمحكم الدولي سعيد الشامسي
الفن التشكيلي العربي في فضاء الحداثة
من الملاحظ أن الفن العربي اليوم، قداستنفذ كل ما تعج به الساحة العالمية للفن الحديث، من أساليب ورؤى على غناها و تنوعها، ووصل إلى درجة القولبة وعدم القدرة على تجاوز الآخر، كما هو مطروح عند الكثير من الفنانين العرب، و لا تعدو بعض المحاولات من أن تكون نوعا من توسيع القالب لا تغييره، أو ترجمته إلى حداثة قادرة على التلاؤم و التطوير الذي تشهده حياتنا المعاصرة.
و قد جاء هذا الوضع نتيجة الأسباب العديدة التي خلقت مناخا راكدا متخلفا، في مواجهة المتغيرات الدولية حول العالم العربي، فما كان من الفنان إلا أن يبدأ مقلدا دون أية مصادر تمده بالجذور، و هذا يشمل كل الأقطار العربية تقريبا، ذلك أن هناك كثير من الفنانين الذين لا يمتلكون رؤية ملتزمة وواضحة، فيما يفعلون و بالمقابل هناك من يدرك ماذا يعمل بصدد الأسلوب، كتعبير عن التجربة الخلاقة، لقد كانت الغالبية العظمى تقلد الموجات القادمة من الغرب دون أي هضم أو تمحيص، و هذا الوضع دفع العديد من الفنانين العرب ذوي الرؤى، إلى تكسير الحواجز ما بين الاطر التشكيلية المدرسية المختلفةمن جهة، و الادائية من جهة أخرى، وصولا إلى القيمة الجمالية التي نتيجة الاحتكاك بفن آخر، و لا تتبع دورتها الطبيعية، من ناحية الممارسة أو الشكل العلمي أو السياسي أو الديني أو الأخلاقي، كهدف جمالي تاريخي.
كتاب من التأسيس إلى الحداثة
في الفن التشكيلي العربي المعاصر
تأليف محمد أبو زريق