استمتع بهوايتك دون وصي
حول الفوتوغراف
أولئك الذين لا يزالون مشغولين بتعريف الفوتوغراف كفن، يحاولون دائماً أن يبقوا على خطّ ما. لكن من المستحيل البقاء على الخط. أي مسعى لتقييد الفوتوغراف بمواضيع معينة أو تقنية معينة، مهما ثبت أنّه خصب، مآله التحدي و الإخفاق. إذ يمكن في طبيعة الفوتوغراف شكل مشوّش للرؤية، و في الأيدي الموهوبة، هو أداة ناجعة للإبداع. ( كما لاحظ زاركو وسكي، ( الفوتوغراف البارع يمكن أن يصوّر أي شئ بشكل حسن.) و بالتالي، نزاعه الطويل مع الفنّ، الذي عُدّ ( حتى وقت قريب) ثمرة طريقة متميزة أو مطهّرة للرؤية، ووسيلة للإبداع محكومة بمعايير، يجعل من الإنجاز الأصيل شيئاً نادراً.
من المفهوم أن الفوتوغرافيين قاوموا التخلّي عن محاولة تعريف ما هو الفوتوغراف الجيد، بشكل ضيق أكثر. إن تاريخ التصوير الفوتوغرافي مؤشّر بسلسلة من الخلافات الثنائية – الطباعة العادلة ضدّ الطباعة المتلاعب بها، الفوتوغراف التصويري ضدّ الفوتوغراف الوثائقي – التي كان كلّ شكلاً مختلفاً للجدال حول علاقة التصوير الفوتوغرافي بالفنّ: كيف يمكنه أن يكون قريباً من الفنِّ في الوقت الذي يظلّ يحافظ فيه على مطالبه باكتساب بصري غير محدود. حديثاً، أصبح من الشائع التأكيد أن كلّ هذه النزاعات هي الآن باطلة، الأمر الذي يوحي بأن الجدال انتهى.
كتاب : حول الفوتوغراف
تـأليف سوزان سونتاغ
ترجمة عباس المفرجي